أسماء بنت عميس
صفحة 1 من اصل 1
أسماء بنت عميس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أسماء بنت عميس
هي أسمـــاء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ابن زيد بن مالك الخثعمية ، وأمهـا هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس .
حيـاتهـــا
تزوجت أسماء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول صلى الله عليه وسلم وكان شبيها به صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي".
وكانت أسماء نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم .وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم ، أنجبت في بلاد الحبشة أبناءها الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً . ظل المهاجرون ومعهم أسماء وجعفر وأبنائهما في الحبشة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي ، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة النجاشي يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا: قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ،وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم. فما كان من النجاشي إلا أن أرسل يطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء رضي الله عنهما فقال: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينارسولاً منا .. فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فتشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي ، وبكى معه أساقفته، وقال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد. فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.
كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة،والذين صابروا وجاهدوا ، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبارتجتازه.
عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة أمنا حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل عليهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه والد أمنا حفصة قائلاً: لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم. فغضبت رضي الله عنها وقالت: أي لعمري لقد صدقت؟ كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك. فذكرت ذلك للرسول ،فقال: " لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلّي". فسرّت بذلك ، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".
وبدأالاختبار الجدّي الآخر لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، وحين ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن نبأ وفاته:أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أسماء: أين بنو جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء لزوجها، فسألت النبي عليه الصلاة والسلام فقال لها: " قتل جعفر اليوم".وتمر الأيام والشهور وأسماء رضي الله عنها صابرة، منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه، وكانت نعم الزوجة المخلصة ، وأنجبت له ابنه محمداً ثم توفي عنها . أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان سيدنا عليّ رضي الله عنه يتقدم إليها، فهورفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق. تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأسماء بنت عميس، وأنجبت له يحيى و عوناً .
وفاتها
ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فأصابها الحزن الشديد عليه، فعكفت في مصلاها، حتى فجعت بمقتل زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوقعت صريعة المرض، وفاضت روحها .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
حيـاتهـــا
تزوجت أسماء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول صلى الله عليه وسلم وكان شبيها به صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي".
وكانت أسماء نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم .وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم ، أنجبت في بلاد الحبشة أبناءها الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً . ظل المهاجرون ومعهم أسماء وجعفر وأبنائهما في الحبشة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي ، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة النجاشي يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا: قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ،وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم. فما كان من النجاشي إلا أن أرسل يطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء رضي الله عنهما فقال: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينارسولاً منا .. فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فتشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي ، وبكى معه أساقفته، وقال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد. فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.
كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة،والذين صابروا وجاهدوا ، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبارتجتازه.
عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة أمنا حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل عليهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه والد أمنا حفصة قائلاً: لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم. فغضبت رضي الله عنها وقالت: أي لعمري لقد صدقت؟ كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك. فذكرت ذلك للرسول ،فقال: " لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلّي". فسرّت بذلك ، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".
وبدأالاختبار الجدّي الآخر لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، وحين ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن نبأ وفاته:أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أسماء: أين بنو جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء لزوجها، فسألت النبي عليه الصلاة والسلام فقال لها: " قتل جعفر اليوم".وتمر الأيام والشهور وأسماء رضي الله عنها صابرة، منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه، وكانت نعم الزوجة المخلصة ، وأنجبت له ابنه محمداً ثم توفي عنها . أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان سيدنا عليّ رضي الله عنه يتقدم إليها، فهورفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق. تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأسماء بنت عميس، وأنجبت له يحيى و عوناً .
وفاتها
ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فأصابها الحزن الشديد عليه، فعكفت في مصلاها، حتى فجعت بمقتل زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوقعت صريعة المرض، وفاضت روحها .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى